روى لي أحد الإخوة من الأنبار، وقد كان مدمنا على السياسة والأخبار، قال: لما تجاوزت حلب، وشققت طريقي نحو إدلب، سمعت لعلعت الرصاص، ورأيت الجثث في تراص، والأشلاء في الطرقات منتشرة، والقلوب عليها منفطرة، وانقسم الجيش إلى شطرين، والشعب انقسم نصفين. وتعالت في السماء أصوات، وكأن حناجرها طائرات: ارفعوا عنا هذا الظلم..ابعدوا عنا هذا الجرم. وسمعت أن لجنة التحقيق، ستنظر في الخبر الدقيق، لوضع حد لمجازر السفاح، والجيش والأمن والأشباح، بعدما ثارت للشعب ثائرة، وانبرت الشعوب حائرة، وصرخّت في وجه الطغيان، بدءا بالصبيان والولدان والشبان، ووقفت حائرا متسائلا: وسط الجموع قائلا مستفهما؟ أليس هؤلاء من البشر؟ أم حسبهم الطاغية من حجر؟.. ولماذا تراخى العربان؟ وتواطأ الأصحاب والخلان على إبادتهم وتهجيرهم؟ وطردهم وتقتيلهم.
ولماذا تخشب الروس؟ الجنس المنحوس..على رأيه المحرّم، وتفكيره المجرّم.
وها قد انكشفت العورة !! واشتعلت الثورة. وظهر الزور، وانطفأ النور، وتساءلت: متى ستنتهي المجزرة؟ أحتى يعود الشام مقبرة؟؟
سيقف الشعب في الأعلى، ويسقط الطاغية ويُنسى، ويحتفل الشعب بعيد النصر، كاحتفال تونس وليبيا ومصر.